يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

معلومات عن إنسان الغاب، وأنواعه، وسلوكه، وأهم ما يهدد بقائه على قيد الحياة

يعتبر إنسان الغاب واحدا من أكبر الرئيسيات في العالم وهو العضو الوحيد في عائلة القردة العليا التي توجد خارج إفريقيا، وتوجد ثلاثة أنواع من إنسان الغاب في الأدغال البخارية في جزر بورنيو وسومطرة وهي إنسان الغاب البورني، وإنسان الغاب السومطري، وإنسان الغاب التابانولي، ويعتبر إنسان الغاب البورني هو النوع الأكثر عددا وانتشارا من أبناء عمومته في سومطرة مع ثلاثة أنواع فرعية متميزة من إنسان الغاب البورني الموجودة في مناطق جغرافية مختلفة على الجزيرة.

 

يعتبر إنسان الغاب من أقرب الأقارب الأحياء للإنسان الحديث ونحن في الحقيقة نتشارك 96،4٪ من حمضنا النووي مع هذه القردة التي تعيش في الغابات، والأنواع الثلاثة متشابهة جدا في كل من السلوك والمظهر، وتتأثر جميع الأنواع الثلاثة من إنسان الغاب اليوم بشدة بالنشاط البشري في موائلها الأصلية ويتم إدراجها من قبل الإتحاد العالمي لحفظ الطبيعة في قائمتها الحمراء باعتبارها مهددة بالإنقراض.

إنسان الغاب

وصف إنسان الغاب:
يعتبر إنسان الغاب حيوانا شجريا كبيرا مما يعني أنه يقضي معظم حياته عاليا في الأشجار وبالتالي طور بعض التعديلات الخاصة جدا لجعل العيش في الغابة أسهل، ونظرا لأنه ثقيل جدا بحيث لا يمكن أن يقفز مثل القردة فإنه يستخدم أذرعه الطويلة للتأرجح على أغصان الشجرة حتى يتمكن من الإقتراب بما يكفي كي يتمسك بالفرع التالي،و إن أذرع وأقدام إنسان الغاب كلاهما فعالان بنفس القدر في الإمساك بالفروع كما أن إبهامهما المتقابلان تجعل الأصابع ماهرة للغاية.

 

يميل إنسان الغاب البورني إلى أن يكون أكبر قليلا في الحجم من إنسان الغاب السومطري، وهو ذو لون خفيف مع وجود لحية أطول من ابن عمه، وإنسان الغاب التابانولي متشابه في مظهره مع إنسان الغاب السومطري، ولكن له شعر مجعد ورأس أصغر ووجه أكثر انبساطا، ويطور ذكر إنسان الغاب وسائد خد سمينة أثناء نضوجه لكنها تكون أكثر وضوحا على وجه ذكر إنسان الغاب البورني، كما تحتوي جميع الأنواع الثلاثة أيضا على كيس حلق يستخدم لإجراء أصوات عميقة يتردد صداها عبر الغابة.

 

موطن وموئل إنسان الغاب:
على الرغم من أنه كان من الممكن العثور على إنسان الغاب في عدد من الجزر الإستوائية الحرجية في إندونيسيا إلا أنه اليوم محصور في جزيرتين فقط هما جزر بورنيو وسومطرة، ويعني أسلوب حياته ومسكنه في الأشجار أن إنسان الغاب يفضل الغابات الإستوائية الكثيفة في الأراضي المنخفضة حيث توجد إمدادات وفيرة ومتنوعة من الغذاء، إلى جانب وجوده أيضا في غابات التلال في الوديان وحول مستنقعات الخث، وهناك عدد من السكان المعزولين في كلا الجزيرتين والتي توجد في غابات الجبال العالية على ارتفاعات أعلى بكثير.

 

وتم العثور على إنسان الغاب البورني في ثلاثة مواقع متبقية في بورنيو، لكن إنسان الغاب السومطري الآن يسكن فقط الطرف الشمالي للغابة من سومطرة مع وجود غالبية الأفراد البرية في مقاطعة واحدة فقط، وتم العثور على إنسان الغاب التابانولي في منطقة نائية في شمال غرب سومطرة مع وجود جميع السكان في منطقة تبلغ مساحتها 1000 كيلومتر مربع فقط، ومع ذلك فإن جميع الأنواع الثلاثة مهددة بشدة بسبب التدهور الحاد في موائلها التي أزيلت الغابات منها لإستخدامها في الأخشاب أو تم إزالتها من أجل الزراعة.

 

سلوك إنسان الغاب:
هناك نوعان من الإختلافات الكبيرة بين القردة العليا وغيرها من القردة وهما حقيقة أنهم يعيشون في عزلة وأنهم يقضون معظم حياتهم عاليا في الأشجار، والحجم الكبير لإنسان الغاب يعني أنه يتحرك ببطء شديد عبر الغابة ولكن غالبا لأنه يقضي الكثير من وقته في البحث عن الفاكهة وأكله في الأشجار المحيطة، وهو يصنع أعشاشا للنوم ليلا في أعلى المظلة عن طريق طي الفروع وتثبيتها بأوراق الشجر لضمان ليلة مريحة.

 

وعلى الرغم من أن لديه بقعه الخاصة من الغابات إلا أن إنسان الغاب ليس إقليميا بشكل خاص وسوف يتحمل أيضا التغذية معا حول الأشجار التي تحتوي على وفرة من الفاكهة الناضجة ( إنسان الغاب السومطري يبدو أنه اجتماعي أكثر من إنسان الغاب البورني)، وعلى الرغم من ذلك فإن ذكر إنسان الغاب سوف يجعل وجوده معروفا من خلال إجراء أصوات طويلة بصوت عال بإستخدام أكياس حلقه لترهيب الذكور المنافسين ولجذب أنثى للتزاوج معه.

 

تكاثر إنسان الغاب:
بعد فترة حمل استمرت حوالي تسعة أشهر تلد أنثى إنسان الغاب رضيعا واحدا في عش خاص مبني في أعالي الأشجار، ويتشبث صغير إنسان الغاب بشعر أمه ليظل آمن أثناء تحركها عبر الأشجار بحثا عن الطعام ولا يتم فطامه تماما حتى يبلغ الثالثة من العمر، ومع ذلك سيبقى إنسان الغاب مع أمه حتى يبلغ سن السابعة أو الثامنة حيث تعلمه المهارات التي يحتاج إليها للبقاء على قيد الحياة في الغابة، ويتضمن ذلك التعرف على النباتات التي يجب أن يأكلها وأين يمكن العثور عليها، ويتضمن أيضا تعليمه كيفية استخدام الأدوات مثل العصي والأوراق لجعل الحياة أسهل، ويعد إنسان الغاب واحد من أبطأ الثدييات نموا على هذا الكوكب ولا يمكنه أن يتكاثر حتى يبلغ عمره ما بين 12 و 15 عاما.

 

غذاء إنسان الغاب:
يعتبر إنسان الغاب حيوانا آكلا على الرغم من أنه يأكل خليطا من كل من المواد النباتية والحيوانية إلا أن غالبية نظامه الغذائي يتكون من أنواع عديدة من الفاكهة، وإن حجمه الكبير وطبيعته المليئة بالحيوية تعني أن إنسان الغاب يجب أن يقضي معظم يومه في تناول الطعام وربما يكون هذا هو السبب وراء تطوره إلى كونه حيوان شبه منعزل، وعلى الرغم من حقيقة أن إنسان الغاب يتحرك بالفعل في جميع أنحاء نطاقات المنازل الكبيرة إلا أن لديه رقعة خاصة به من الغابات مع ذلك يميل إلى احتواء الكمية المثالية من الطعام للحفاظ على هذا الفرد (أو الأم مع الشباب)، ويأكل إنسان الغاب الفواكه الناضجة وغير الناضجة بما في ذلك المانجو والليتشي والدوريان والتين التي تنمو بكثرة في بعض الأماكن حيث قد يجتمع عدد من الأفراد للغذاء.

أهم الحيوانات المفترسة والتهديدات التي تواجه إنسان الغاب:
من الناحية التاريخية كان من الممكن أن يتعرض إنسان الغاب في كل من بورنيو وسومطرة للتهديد من قبل عدد من آكلات اللحوم الكبيرة التي تعيش على الأرض وربما يكون هذا هو سبب تطورهم ليعيشوا حياة شجرية بالكامل تقريبا، والقطط الكبيرة مثل النمور والفهود هي الحيوانات المفترسة الأساسية لإنسان الغاب جنبا إلى جنب مع التماسيح و الدب الأسود الآسيوي الكبير.

 

ومع ذلك بسبب الإزالة الجذرية للغابات في كل من ماليزيا وإندونيسيا انخفض عدد السكان من الحيوانات المفترسة لإنسان الغاب بشكل كبير مع تعرض بعضهم للخطر اليوم أكثر من إنسان الغاب نفسه، ويعد البشر إلى حد بعيد أكبر تهديد لسكان إنسان الغاب الباقين لأنهم لم يدمروا الكثير من موطنهم الوحيد في الغابات فحسب بل قاموا أيضا بمطاردة الصغار والقبض عليهم الذين يتم بيعهم بعد ذلك في تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة.

 

حقائق ومميزات مثيرة للإهتمام عن إنسان الغاب:
يعتبر إنسان الغاب حيوانا مميزا جدا في الغابات الإندونيسية الإستوائية بشعره اللآمع والأحمر والبرتقالي مما أدى إلى أنه يعرف أيضا بإسم القرد الأحمر، وإن إنسان الغاب ليس فقط أكبر حيوان يسكن الأشجار في العالم ولكنه أيضا واحد من أكثر الحيوانات ذكاء، ومن أجل تحقيق أقصى استفادة من التغييرات الموسمية في الغابات الإستوائية المطيرة من المعروف أن إنسان الغاب يصنع خريطة ذهنية لمكان وجود أشجار الفاكهة المختلفة ومتى ستخرج ثمارها الناضجة، ومثل عدد من القردة العليا الأخرة، من المعروف أيضا أن إنسان الغاب يستخدم أدوات لتسهيل حياته في الغابة وغالبا ما يستخدم العصي والفروع لجمع العسل من خلايا النحل أو استخراج النمل والنمل الأبيض من داخل الأشجار المجوفة.

مقالات مميزة :