يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

ما هي أسباب انخفاض الحياة البرية؟

انخفض عدد سكان الحياة البرية بنسبة 68٪ في الخمسين عاما الماضية، فقد قضى النشاط البشري على حوالي ثلثي سكان الحياة البرية في العالم خلال ما يزيد قليلا عن أربعة عقود، وفقا لدراسة تاريخية قام بها الصندوق العالمي للحياة البرية، وقام تقرير الكوكب الحي عام 2020 بتقييم البيانات من 4392 نوعا و 20811 مجموعة من الثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك بين عامي 1970 و 2016، ووجدوا أن عدد السكان قد انخفض في المتوسط بنسبة 68٪ مع تعرض أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا لأكبر انخفاض.

 

وفقا للتقرير، فإن السبب الرئيسي لإنخفاض الحياة البرية هو فقدان الموائل وتدهورها، بما في ذلك إزالة الغابات، حيث تفقد الحيوانات أراضيها العشبية والسافانا والغابات والأراضي الرطبة عندما يقوم البشر بتطهير الأرض للزراعة والإسكان والطرق والتنمية، وتشمل الدوافع المهمة الأخرى الإستغلال المفرط للأنواع، وتغير المناخ، وإدخال الأنواع الغريبة، ووفقا للتقرير، غير البشر بشكل كبير 75٪ من سطح الأرض الخالي من الجليد، والنشاط البشري هو السبب الرئيسي لإنخفاض أعداد الأنواع.

الحياة البرية

في الخمسين عاما الماضية، تغير عالمنا بسبب انفجار التجارة العالمية والإستهلاك والنمو السكاني البشري، فضلا عن تحرك هائل نحو التحضر، حتى عام 1970، كانت البصمة البيئية للبشرية أقل من معدل تجدد الأرض، ولإطعام وتغذية أنماط حياتنا في القرن الحادي والعشرين، فإننا نفرط في استخدام القدرة البيولوجية للأرض بنسبة 56٪ على الأقل، كما كتب الباحثون، وأن فقدان الحياة البرية ليس مجرد تهديد للأنواع، ولكنه مصدر قلق أكبر بكثير من التموجات التي تمس العديد من الجوانب المهمة للحياة.

 

إن فقدان التنوع البيولوجي ليس فقط قضية بيئية، بل هو قضية تنموية واقتصادية وأمنية عالمية وأخلاقية ومعنوية، وإنها أيضا قضية الحفاظ على الذات، ويلعب التنوع البيولوجي دورا حاسما في توفير الغذاء والألياف والمياه والطاقة والأدوية والمواد الجينية الأخرى، وهو مفتاح لتنظيم مناخنا وجودة المياه والتلوث وخدمات التلقيح والسيطرة على الفيضانات والعواصف، وبالإضافة إلى ذلك، تدعم الطبيعة جميع أبعاد صحة الإنسان وتساهم على المستويات غير المادية من الإلهام والتعلم، والخبرات الجسدية والنفسية وتشكيل هوياتنا التي تعتبر أساسية في جودة الحياة والتكامل الثقافي.

 

انخفاض الحياة البرية قد يكون من الممكن منعه:
وفقا للتقرير، يتراجع التنوع البيولوجي للمياه العذبة بوتيرة أسرع من المحيطات أو الغابات، ويقدر الباحثون أن ما يقرب من 90٪ من الأراضي الرطبة العالمية فقدت منذ عام 1700 بسبب النشاط البشري، وانخفض تعداد ثدييات المياه العذبة والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك بمعدل 4٪ كل عام منذ عام 1970، وشوهدت بعض أكبر انخفاضات الحياة البرية بشكل عام في برمائيات المياه العذبة والزواحف والأسماك.

 

ولا يمكننا تجاهل الأدلة، وهذه الإنخفاضات الخطيرة في أعداد أنواع الحياة البرية هي مؤشر على أن الطبيعة تتفكك وأن كوكبنا تومض علامات التحذير باللون الأحمر لفشل الأنظمة، ومن الأسماك في محيطاتنا وأنهارنا إلى النحل الذي يلعب دورا حاسما في إنتاجنا الزراعي، ويؤثر تدهور الحياة البرية بشكل مباشر على التغذية والأمن الغذائي وسبل عيش المليارات من الناس.

 

في خلال جائحة عالمي، أصبح من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى اتخاذ إجراءات عالمية غير مسبوقة ومنسقة لوقف فقدان التنوع البيولوجي والحياة البرية في جميع أنحاء العالم والبدء في عكسه بحلول نهاية العقد، وحماية مستقبلنا الصحية وسبل العيش، ويعتمد بقائنا على ذلك بشكل متزايد، ووفقا للصندوق العالمي للطبيعة، فإن هذا التدمير في النظام البيئي يهدد مليون نوع 500000 من الحيوانات والنباتات و 500000 من الحشرات بالانقراض على مدى العقود إلى القرون القادمة، ولكنهم يكتبون أن هناك أخبارا جيدة، فالعديد من حالات الإنقراض هذه يمكن الوقاية منها إذا قمنا بالحفاظ على الطبيعة واستعادتها.

مقالات مميزة :