يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

كيف يتم فقدان الموائل وتجزئتها وتدميرها؟

يشير فقدان الموائل إلى اختفاء البيئات الطبيعية التي تعد موطنا لنباتات وحيوانات معينة، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من فقدان الموائل، هي تدمير الموائل، وتدهور الموائل، وتجزئة الموائل، وفقدان لمواطن الطبيعية ليس هو التهديد الوحيد الذي تواجهه الحياة البرية ولكنه أخطرها، والذي يمكن أن يؤدي إلى الإنقراض الجماعي.

 

تدمير الموائل:
تدمير الموائل هو العملية التي يتم من خلالها إتلاف الموائل الطبيعية أو تدميرها لدرجة أنها لم تعد قادرة على دعم الأنواع والمجتمعات البيئية التي تحدث بشكل طبيعي هناك، وغالبا ما يؤدي إلى انقراض الأنواع، ونتيجة لذلك، فقدان التنوع البيولوجي، ويمكن تدمير الموائل بشكل مباشر من خلال العديد من الأنشطة البشرية، والتي ينطوي معظمها على تطهير الأرض لإستخدامات مثل الزراعة والتعدين وقطع الأشجار والسدود الكهرومائية والتحضر.

الموائل

وعلى الرغم من أن الكثير من تدمير الموائل يمكن أن يعزى إلى النشاط البشري، إلا أنه ليس ظاهرة من صنع الإنسان فقط، ويحدث فقدان الموائل أيضا نتيجة للأحداث الطبيعية مثل الفيضانات والإنفجارات البركانية والزلازل وتقلبات المناخ، وبالنسبة للجزء الأكبر، يؤدي تدمير الموائل إلى انقراض الأنواع ولكنه قد يفتح أيضا موطنا جديدا قد يوفر بيئة يمكن أن تتطور فيها أنواع جديدة، مما يدل على مرونة الحياة على الأرض، وللأسف يدمر البشر الموائل الطبيعية بمعدل وعلى نطاقات مكانية تتجاوز ما يمكن أن تتعامل معه معظم الأنواع والمجتمعات.

 

تدهور الموائل:

الموائل

تدهور الموائل هو نتيجة أخرى للتنمية البشرية، ويتسبب البشر بشكل غير مباشر في تدهور الموائل من خلال التلوث وتغير المناخ وإدخال الأنواع الغازية، وكلها تقلل من جودة البيئة مما يجعل من الصعب على النباتات والحيوانات المحلية الإزدهار، ويزداد تدهور الموائل من النمو السريع في عدد السكان، ومع زيادة عدد السكان، يستخدم البشر المزيد من الأراضي للزراعة ولتنمية المدن والبلدات المنتشرة في مناطق تتسع باستمرار، ولا تؤثر آثار تدهور الموائل على الأنواع والمجتمعات المحلية فحسب، بل تؤثر على السكان أيضا، وغالبا ما تفقد الأراضي المتدهورة بسبب التعرية والتصحر ونضوب المغذيات.

 

تجزئة الموائل:

الموائل

تؤدي التنمية البشرية أيضا إلى تجزئة الموائل، حيث يتم نحت المناطق البرية وتقسيمها إلى أجزاء أصغر، ويقلل التجزئة من نطاقات الحيوانات ويقيد حركتها، مما يعرض الحيوانات في هذه المناطق لخطر الإنقراض بشكل أكبر، ويمكن أن يؤدي تفكك الموائل أيضا إلى فصل مجموعات الحيوانات، مما يقلل من التنوع الجيني.

 

غالبا ما يسعى دعاة الحفاظ على البيئة إلى حماية الموائل من أجل إنقاذ أنواع الحيوانات الفردية، على سبيل المثال، تستثمر منظمة الحفظ العالمية في صندوق شراكة الأنظمة البيئية الحرجة، وهي مبادرة من منظمات دولية متعددة تقدم منحا للمجموعات البيئية غير الربحية والقطاع الخاص لحماية الموائل الهشة في جميع أنحاء العالم.

 

وتهدف المجموعات إلى حماية النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي التي تحتوي على تركيزات عالية من الأنواع المهددة، مثل مدغشقر والغابات الغينية في غرب إفريقيا، وهذه المناطق هي موطن لمجموعة فريدة من النباتات والحيوانات الموجودة في أي مكان آخر في العالم، وتعتقد منظمة الحفظ العالمية أن إنقاذ هذه النقاط الساخنة أمر أساسي لحماية التنوع البيولوجي للكوكب.

الموائل

تدمير الموائل ليس هو التهديد الوحيد الذي يواجه الحياة البرية، ولكنه على الأرجح هو الأكبر، واليوم، يحدث هذا بمعدل أن الأنواع بدأت تختفي بأعداد غير عادية، ويحذر العلماء من أن الكوكب يشهد انقراضا جماعيا سادسا سيكون له عواقب بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة، وإذا لم يتباطأ فقدان الموائل الطبيعية حول العالم، فمن المؤكد أن يتبع ذلك المزيد من حالات الإنقراض.

مقالات مميزة :