يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

6 حالات طبية تستطيع الكلاب شمها

تشتهر الكلاب بحاسة الشم، وهذه الحاسة متقدمة جدا في الكلاب بحيث يمكنهم شم رائحة المرض أو الحالات الطبية مع أكثر من 220 مليون مستقبل للرائحة مقارنة بخمسة إلى 10 ملايين لدى البشر، وتستطيع الكلاب أن تشم أشياء تبدو لنا غير مفهومة، فقدرة الكلاب على اكتشاف الروائح هي 10000 إلى 100000 ضعف قدرة البشر، ويمكنهم اكتشاف بعض الروائح في أجزاء لكل تريليون، ويمكنهم اكتشاف عدد لا يحصى من التفاصيل الدقيقة في الروائح.

 

وهناك كلاب اكتشفت مشكلات طبية لم يكن الأطباء على علم بها، ويمكن للكلاب أن تلتقط تغييرات طفيفة في جسم الإنسان من تحول صغير في هرموناتنا إلى إطلاق المركبات العضوية المتطايرة التي تطلقها الخلايا السرطانية، وبدأ الباحثون ومدربو الكلاب للتو في فهم كيفية قيام الكلاب بذلك وكيف يمكننا جعلهم يعملون ليكونوا مساعدين لنا في مجال الرعاية الصحية، وفيما يلي ستة حالات طبية تستطيع الكلاب شمها.

 

1- السرطان من الأمراض التي تستطيع الكلاب شمها:
ربما تكون الكلاب الأكثر شهرة في اكتشافها هي السرطان، فتمكنت الكلاب من شم مجموعة متنوعة من الأنواع بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان البروستاتا وسرطان المثانة وسرطان الرئة، وهناك عدد غير قليل من القصص عن كلب أليف مهووس بشامة مالكه أو جزء من جسده فقط ليكتشف في موعد مع الطبيب أن الكلب كان يشعر بالفعل بالسرطان.

 

وفي إحدى الدراسات ظل كلب المريض يلعق شامة خلف أذنه، وعندما تم فحص الشامة تم التأكد من أنها ورم ميلاني خبيث، ووجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الكلاب يمكنها انتقاء عينات الدم بشكل صحيح من الأشخاص المصابين بالسرطان بدقة 97٪ باستخدام تدريب النقر مع أربعة بيجل، ووجدت الباحثة الرئيسية هيذر جونكويرا أن الكلاب ركزت جهودها على عينات الدم من مرضى سرطان الرئة، وباستثناء واحد فقد حققوا نجاحا كبيرا، والعمل جزء من دراسة أكبر للكشف عن شم الكلاب في عينات سرطان الرئة غير الصغيرة وسرطان الثدي.

الكلاب

تم تدريب خمسة من الكلاب على اكتشاف السرطان بناء على عينات التنفس في دراسة أجريت عام 2006، وبمجرد تدريب الكلاب تمكنت الكلاب من اكتشاف سرطان الثدي بدقة 88 في المائة، وسرطان الرئة بنسبة 99 في المائة، وكانوا قادرين على القيام بذلك عبر جميع المراحل الأربع للأمراض، وقدمت لكلبة مدربة عينات بول من مرضى سرطان عنق الرحم، وتشوهات عنق الرحم، وأمراض الرحم الحميد، وتمكن متطوعون أصحاء من التمييز بنجاح بين عينة من مرضى سرطان عنق الرحم في كل مرة.

 

أظهرت الدراسة بعد الدراسة أن الكلاب يمكنها اكتشاف السرطان لدى الأشخاص، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يوظف طبيبك كلبا للفحص السنوي، ولا يزال الباحثون لا يعرفون بالضبط أي المركبات الكيميائية للأنواع المختلفة من السرطانات التي تستشعرها الكلاب في هذه العينات للتنبيه إلى وجود المرض، ولا يزال هذا يمثل عقبة أمام التدريب الأفضل للكلاب التي تشم السرطان ولإنشاء آلات يمكنها اكتشاف السرطان بدقة أكبر في المراحل المبكرة.

 

2- حالة الخدار من الأمراض التي تستطيع الكلاب شمها:
الخدار هو اضطراب يؤثر على القدرة على التحكم في دورات النوم والاستيقاظ، ويمكن للشخص المصاب بالخدار أن ينام فجأة حتى في منتصف المهمة، إنها حالة خطيرة حيث يمكن أن يصاب الشخص الذي تعرض لهجوم بالسقوط على الأرض أو في حادث سيارة إذا حدث أثناء القيادة، وتقوم ماري مكنيت مديرة التدريب والسلوك في أكاديمية خدمة الكلاب بتدريب كلاب خدمة الخدار منذ عام 2010، وهي تعتقد أن الكلاب قادرة على التقاط الرائحة عند اقتراب هجوم الخدار، وفي دراسة نشرت في عام 2013، وجد الدكتور لويس أورتيجا أن كلبين مدربين اكتشفا 11 من 12 مريضا مصابا بالخدار باستخدام عينات العرق مما يدل على أن الكلاب يمكنها اكتشاف رائحة مميزة للإضطراب.

 

تساعد كلاب الخدمة أيضا الأشخاص المصابين بالخدار من خلال أداء عدة أنواع مختلفة من المهام، ويمكنهم الوقوف فوق حضن الشخص عند حدوث هجوم، مما يمنعه من الانزلاق من الكرسي على الأرض، ويمكنهم أيضا الوقوف فوق الشخص لحمايته إذا كانوا بالخارج في الأماكن العامة، أو يمكنهم طلب المساعدة، والأهم من ذلك، يمكنهم تقديم تحذير حتى خمس دقائق قبل بدء الهجوم، مما يمنح المعالج فرصة للوصول إلى مكان آمن، وفي حين أن الكلاب الكبيرة يمكن أن تكون مفيدة في إعطاء المصاب بالخدار دعما إضافيا في التوازن والتنقل بعد النوبة، ولا يجب أن تكون هذه الكلاب كبيرة لتكون داعمة.

 

3- الصداع النصفي من الأمراض التي تستطيع الكلاب شمها:
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الصداع النصفي، فإن تلقي تحذير قبل ظهوره يمكن أن يعني الفرق بين التعامل مع المشكلة أو الاستسلام لساعات أو أيام من الألم الشديد، ولحسن الحظ، تمتلك بعض الكلاب موهبة في استنشاق العلامات التي تدل على أن الصداع النصفي في الطريق، وتم سؤال مرضى الصداع النصفي الذين يمتلكون كلابا عما إذا كانوا قد لاحظوا تغيرا في سلوك كلابهم قبل أو أثناء الصداع النصفي.

 

ومن بين 1029 مشاركا لاحظ 54 بالمائة تغيرات في سلوك كلابهم إما قبل الصداع النصفي أو في بدايته، وتضمنت الإختلافات السلوكية التي تم الإبلاغ عنها زيادة في الإنتباه مع الكلب الذي يجلس على المالك أو بالقرب منه والخدش المتعمد على المالك، وكانت السلالات التي أبلغ عنها أصحابها على الأرجح لتنبيههم إلى الصداع النصفي هي السلالات المختلطة ، وسلالات الألعاب، وسلالات الصيد، والسلالات الرياضية، ومن المهم ملاحظة أن الدراسة أجريت بتقارير ذاتية بدلا من الملاحظة من قبل الباحثين، ومع ذلك، تظهر الدراسة دليلا على أن العديد من الكلاب يبدو أنها تكتشف وتشير إلى تغيير في صحة رفيقها البشري.

 

4- انخفاض سكر الدم من الأمراض التي تستطيع الكلاب شمها:
يتم تدريب الكلاب بشكل متزايد لمساعدة مرضى السكري عن طريق تنبيههم عندما ينخفض مستوى السكر في الدم أو يرتفع، وهناك إحدى المنظمات التي تدرب وتضع كلاب الخدمة مع الأشخاص المعتمدين على الأنسولين المصابين بداء السكري، وتخضع هذه الكلاب لتدريب مكثف لتكون قادرة على اكتشاف وتنبيه معالجيها للتغيرات في مستويات السكر في الدم، ووجدت دراسة نشرت عام 2016 في مجلة جمعية السكري الأمريكية رعاية مرضى السكري أن الكلاب تكتشف مادة الأيزوبرين وهي مادة كيميائية طبيعية شائعة توجد في أنفاس الإنسان ترتفع بشكل ملحوظ أثناء نوبة انخفاض نسبة السكر في الدم، وأن الكلاب حساسة بشكل خاص لها ويمكنها معرفة متى يكون أنفاس صاحبها بها مستويات عالية منه.

 

أظهرت دراسة نشرت عام 2013 أنه بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري يبدو أن وجود كلب متيقظ يوفر تحسينات كبيرة في كل من سلامة وجودة حياة الأشخاص المعتمدين على الأنسولين المصابين بداء السكري، ونوبات من اللاوعي، وتوجد العديد من النظريات حول كيفية قدرة الكلاب على الشعور بنقص السكر في الدم بما في ذلك التغيرات الكيميائية التي تستطيع الكلاب شمها بالإضافة إلى التغييرات في السلوك.

 

ولا يزال هناك عدم يقين بشأن ما إذا كان بإمكان الكلاب تنبيه المتعاملين بدقة إلى تغير السكر في الدم أم لا، وأظهرت دراسة أجريت عام 2016 على ثمانية كلاب قيمت موثوقية الكلاب المدربة على اكتشاف حالة نقص السكر في الدم والتنبيه لها أن الحيوانات قدمت تنبيهات في الوقت المناسب بنسبة 36 في المائة من الوقت، وكانت مستويات السكر في الدم خارج النطاق، وتشير الدرجة العالية من التباين في معدل النجاح المبين في هذه الدراسات إلى الحاجة إلى مزيد من البحث.

 

5- النوبات من الأمراض التي تستطيع الكلاب شمها:
الدراسة العلمية لإستجابة الكلاب لنوبات الصرع غير كافية، وفي حين أن هناك أدلة غير مؤكدة على أن بعض الكلاب يمكن أن تكتشف بداية النوبة، وقد جاء معظم هذا من عينات صغيرة واستطلاعات ذاتية للمالكين، ولا يزال مستوى الدقة، والأهم من ذلك قدرتنا على تدريب الكلاب على تنبيه المعالج إلى نوبة قادمة غير مؤكد، ولا يعرف العلماء حتى الآن ما إذا كانت هناك إشارات محددة لظهور النوبات (مثل الرائحة) يمكن تدريب الكلاب على فهمها، ومع ذلك، يمكننا تدريب الكلاب على كيفية الاستجابة ومساعدة المعالج عند حدوث النوبة، وتقوم بعض كلاب الخدمة التي يتم وضعها مع مرضى النوبات بتطوير القدرة على اكتشاف وقت حدوث النوبة ويمكن أن توفر تنبيها إذا كان المعالج يولي اهتماما وثيقا للإشارات التي يقدمها الكلب.

 

وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2019 على خمسة كلاب أن الكلاب كانت قادرة على التمييز بين رائحة المريض أثناء نوبة الصرع ورائحة نفس المريض عندما لم يكن يعاني من نوبة، واستخدموا عينات الرائحة التي تم جمعها سابقا، وأقر الباحثون بأنه يجب إجراء المزيد من الاختبارات المكثفة لمعرفة ما إذا كان بإمكان الكلاب توقع النوبات قبل حدوثها وما إذا كانت الكلاب الأخرى ستستجيب بشكل مشابه، وفي دراسة استقصائية لمرضى الصرع في عام 2003 ، أفاد تسعة من 29 مريضًا لديهم كلاب أن كلابهم استجابت لنوبة صرع، وهناك حاجة للبحث لمعرفة كيفية تدريب الكلاب لتكون فعالة قدر الإمكان.

 

6- الخوف والتوتر من الأمراض التي تستطيع الكلاب شمها:
إن الفكرة القديمة القائلة بأن الكلاب يمكن أن تشم الخوف هي فكرة دقيقة، فيمكن للكلاب أن تشم عندما نشعر بالخوف أو نشعر بمستوى متزايد من التوتر حتى لو لم نظهر علامات خارجية، وما تشمه الكلاب هو تدفق الهرمونات التي تطلقها أجسامنا للإستجابة للمواقف العصيبة بما في ذلك الأدرينالين والكورتيزول، وعندما تشم رائحة الخوف لدى الكلاب تظهر عليها علامات التوتر.

 

ولحسن الحظ، يمكن استخدام هذا لمنفعة البشر حيث يمكن للكلاب أن تشير إلى معالج يحتاج (أو أي شخص آخر) لأخذ أنفاس عميقة قليلة، ويمكن للكلاب التي تنبه المتعاملين مع التغيير في حالتهم العاطفية، وهو التغيير الذي غالبا ما لا يدرك الناس أنهم يعانون منه، وأن تساعد في منع نوبات الهلع وغيرها من النوبات المحتملة المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة أو غيرها من المشكلات.

 

وفقا لدراسة مكثفة أُجريت على 3.4 مليون شخص في السويد فإن امتلاك الكلاب يقلل من مخاطر الإجهاد وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولا يزال أمامنا طريق طويل لاكتشاف ما تشمه الكلاب عنا بالضبط، ناهيك عن كيفية تدريبهم على أن يكونوا دقيقين قدر الإمكان بشأن تغيير في أجسامنا، وعلى الرغم من أن العديد من التفاصيل غير معروفة حتى الآن فمن الواضح أن الكلاب لديها قدرة خارقة على شم بعض المشكلات الطبية وهذه مهارة يمكن أن تكون منقذة حقيقية.

مقالات مميزة :