فيتامين د من المغذيات الدقيقة الهامة التي لها فوائد صحية كبيرة، بما في ذلك تحسين المناعة وتقوية العظام، وهناك أيضًا أدلة متزايدة على أنه يمكن أن يساعدك على إنقاص الوزن، وتلقي هذه المقالة نظرة متعمقة على تأثيرات فيتامين د على فقدان الوزن.
ما هو فيتامين د؟
فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون يمكنك الحصول عليه من الأطعمة الغنية بفيتامين د أو المكملات الغذائية. يمكن لجسمك أيضًا أن يمر عبر التعرض لأشعة الشمس، وفيتامين د ضروري للحفاظ على قوة العظام والأسنان، والحفاظ على صحة الجهاز المناعي وتسهيل امتصاص الكالسيوم والفوسفور.
ونظرًا لعدم وجود فيتامين د بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، يوصي معظم المتخصصين الصحيين بالتعرض للشمس لمدة 5-30 دقيقة على الأقل يوميًا أو تناول مكمل غذائي لتلبية الكمية اليومية الموصى بها وهي 600 وحدة دولية (15 ميكروغرام، ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعيشون بعيدًا جدًا عن خط الاستواء قد لا يتمكنون من تلبية متطلباتهم من خلال التعرض لأشعة الشمس وحدها، وعند خطوط عرض معينة، يمكن أن ينتج الجلد القليل جدًا من فيتامين (د) لمدة تصل إلى ستة أشهر في السنة، ولسوء الحظ، يعاني ما يقرب من 50٪ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من انخفاض فيتامين د.
والأشخاص المعرضين لخطر نقص فيتامين د هم:
* كبار السن
* الرضع الذين يرضعون من الثدي
* الأفراد ذوو البشرة الداكنة
* أولئك الذين تعرضوا لأشعة الشمس بشكل محدود
العلاقة بين فيتامين د وإنقاص الوزن:
السمنة هي عامل خطر آخر لنقص فيتامين د، ومن المثير للاهتمام أن بعض الأدلة تشير إلى أن الحصول على ما يكفي من فيتامين د يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن، فيميل الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن إلى انخفاض مستويات فيتامين د، وتشير الدراسات إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ونسبة الدهون في الجسم يرتبط بانخفاض مستويات فيتامين د في الدم، وتتكهن عدة نظريات مختلفة حول العلاقة بين انخفاض مستويات فيتامين (د) والسمنة.
ويدعي البعض أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يميلون إلى استهلاك عدد أقل من الأطعمة الغنية بفيتامين د، مما يفسر الارتباط، ويشير آخرون إلى الاختلافات السلوكية، مشيرين إلى أن الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة يميلون إلى تعرض جلد أقل وقد لا يمتصون نفس القدر من فيتامين د من الشمس.
وعلاوة على ذلك، هناك حاجة إلى بعض الإنزيمات لتحويل فيتامين د إلى شكله النشط، وقد تختلف مستويات هذه الإنزيمات بين الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة وغير البدينين، ومع ذلك، أشارت دراسة أجريت عام 2012 إلى أنه بمجرد تعديل مستويات فيتامين (د) لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وفقًا لحجم الجسم، فلا يوجد فرق بين المستويات لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة وغير البدينين.
ويشير هذا إلى أن احتياجاتك من فيتامين د تعتمد على حجم الجسم، مما يعني أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يحتاجون إلى أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي للوصول إلى نفس مستويات الدم ويمكن أن يساعد هذا في تفسير سبب احتمال إصابة الأشخاص الذين يعانون من السمنة بالنقص، ومن المثير للاهتمام أن فقدان الوزن يمكن أن يؤثر أيضًا على مستويات فيتامين د لديك.
من الناحية النظرية، قد يعني انخفاض حجم الجسم انخفاضًا في احتياجاتك من فيتامين د، ومع ذلك، نظرًا لأن مقدارها في جسمك يظل كما هو عند فقدان الوزن، فإن مستوياتك ستزيد بالفعل، وقد تؤثر درجة فقدان الوزن على مدى زيادة مستوياته، ووجدت إحدى الدراسات أنه حتى الكميات الصغيرة من فقدان الوزن أدت إلى زيادة متواضعة في مستويات الدم من فيتامين د.
علاوة على ذلك، فإن المشاركين الذين فقدوا ما لا يقل عن 15٪ من وزن أجسامهم شهدوا زيادات أكبر بثلاث مرات تقريبًا من أولئك الذين فقدوا 5-10٪ من وزنهم، وعلاوة على ذلك، تشير بعض الأدلة إلى أن زيادة فيتامين د في الدم يمكن أن تقلل الدهون في الجسم وتزيد من فقدان الوزن.
مستويات فيتامين د المرتفعة تساعد في إنقاص الوزن:
تشير بعض الأدلة إلى أن الحصول على كمية كافية من فيتامين د يمكن أن يعزز فقدان الوزن ويقلل من دهون الجسم، وما لا يقل عن 20 نانوغرام / مل (50 نانومول / لتر) يعتبر مستوى دم كافٍ لتعزيز قوة العظام والصحة العامة، ونظرت إحدى الدراسات في 218 امرأة تعاني من زيادة الوزن والسمنة على مدى عام واحد وتم وضع جميعهم على نظام غذائي مقيد بالسعرات الحرارية وتمارين روتينية وتلقت نصف النساء مكملات فيتامين (د)، بينما تلقت النصف الآخر علاجا وهميا.
في نهاية الدراسة، وجد الباحثون أن النساء اللواتي استوفى متطلبات فيتامين (د) عانين من فقدان أكبر للوزن، حيث فقدن ما معدله 7 أرطال (3.2 كجم) أكثر من النساء اللائي لم يكن لديهن مستويات كافية في الدم، وقدمت دراسة أخرى للنساء ذوات الوزن الزائد والبدناء مكملات فيتامين (د) لمدة 12 أسبوعًا، وفي نهاية الدراسة، لم تتعرض النساء لأي خسارة في الوزن، لكنها اكتشفت أن زيادة مستويات فيتامين (د) أدت إلى انخفاض الدهون في الجسم.
ويمكن أن يرتبط فيتامين د أيضًا بانخفاض في زيادة الوزن حيث وجدت دراسة أجريت على أكثر من 4600 امرأة مسنة أن المستويات الأعلى من فيتامين (د) ارتبطت بزيادة أقل في الوزن بين الزيارات خلال فترة الدراسة التي استمرت 4.5 سنوات، باختصار، قد تؤدي زيادة تناول فيتامين (د) إلى تعزيز فقدان الوزن، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث قبل الوصول إلى استنتاجات قوية.
كيف يساعد فيتامين د في إنقاص الوزن؟
تحاول العديد من النظريات شرح تأثيرات فيتامين د على فقدان الوزن، وتشير الدراسات إلى أن فيتامين د يمكن أن يقلل من تكوين خلايا دهنية جديدة في الجسم، ويمكن أن يمنع أيضًا تخزين الخلايا الدهنية، مما يقلل بشكل فعال من تراكم الدهون، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد فيتامين د من مستويات السيروتونين، وهو ناقل عصبي يؤثر على كل شيء من الحالة المزاجية إلى تنظيم النوم، وقد يلعب السيروتونين دورًا في التحكم في شهيتك ويمكن أن يزيد من الشعور بالشبع ويقلل من وزن الجسم ويقلل من تناول السعرات الحرارية، وأخيرًا، قد ترتبط المستويات المرتفعة من فيتامين د بمستويات أعلى من هرمون التستوستيرون مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن.
أعطت دراسة أجريت عام 2011 165 رجلاً إما مكملات فيتامين (د) أو دواء وهمي لمدة عام واحد. وجدت أن أولئك الذين يتلقون المكملات قد عانوا من زيادات أكبر في مستويات هرمون التستوستيرون مقارنة بالمجموعة الضابطة، وأظهرت العديد من الدراسات أن المستويات المرتفعة من هرمون التستوستيرون يمكن أن تقلل الدهون في الجسم وتساعد في الحفاظ على فقدان الوزن على المدى الطويل، ويقوم بذلك عن طريق زيادة التمثيل الغذائي الخاص بك، مما يجعل جسمك يحرق المزيد من السعرات الحرارية بعد تناول الطعام ويمكن أن يمنع أيضًا تكوين خلايا دهنية جديدة في الجسم.
كم يحتاج الجسم من فيتامين د؟
يُنصح البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 70 عامًا بتناول 600 وحدة دولية (15 ميكروغرام) على الأقل من فيتامين د يوميًا، ومع ذلك، فإن تناول مكملات فيتامين د قد لا يكون نهج "مقاس واحد يناسب الجميع"، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن الجرعة يجب أن تعتمد على وزن الجسم.
وقامت إحدى الدراسات بتعديل مستويات فيتامين (د) لحجم الجسم وحسبت أن هناك حاجة إلى 32-36 وحدة دولية لكل رطل (70-80 وحدة دولية / كجم) للحفاظ على المستويات المناسب، واعتمادًا على وزن جسمك، قد تكون هذه الكمية أعلى بكثير من الحد الأعلى المحدد وهو 4000 وحدة دولية في اليوم، ومن ناحية أخرى ، تم الإبلاغ عن جرعات تصل إلى 10000 وحدة دولية في اليوم دون أي آثار ضارة.
ومع ذلك، يمكن أن تسبب مكملات فيتامين (د) تسممًا عند تناولها بكميات كبيرة ومن الأفضل استشارة طبيبك قبل تجاوز الحد الأقصى البالغ 4000 وحدة دولية في اليوم.