هل يزداد وزنك على الرغم من أنك تتناول طعامًا صحيًا وتمارس الرياضة بانتظام؟ هل تجد صعوبة في التخلص من تلك الدهون العنيدة؟ حان الوقت لفحص مستويات الهرمونات لديك، فيعد الخلل الهرموني أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن وتلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تنظيم التمثيل الغذائي، والحفاظ على توازن الجسم (عملية التنظيم الذاتي لتحقيق التوازن بين وظائف الجسم)، والصحة الإنجابية، والحفاظ على الوزن، والنساء أكثر عرضة لاختلال التوازن الهرموني ويميلون إلى زيادة الوزن، لذا، ما هي الهرمونات المسؤولة، في هذا المقال، سنناقش الهرمونات المسؤولة عن زيادة الوزن وكيف تتحكم في التمثيل الغذائي والجوع والشبع.
هل يؤدي عدم التوازن الهرموني إلى زيادة الوزن؟
تؤثر الهرمونات، جنبًا إلى جنب مع نمط حياتك، على الشهية والشبع والتمثيل الغذائي والوزن، ويمكن أن يؤدي الإجهاد والعمر والجينات وخيارات نمط الحياة السيئة إلى تعطيل التوازن الهرموني لديك ويؤدي إلى عملية التمثيل الغذائي البطيئة وعسر الهضم والجوع الذي لا يمكن السيطرة عليه، وهذا في النهاية يؤدي إلى زيادة الوزن، لذا، دعنا نتعرف على الهرمونات التي تسبب زيادة الوزن.
ما هي الاختلالات الهرمونية التي تؤدي إلى زيادة الوزن؟
الغدة الدرقية:
الغدة الدرقية هي غدة على شكل فراشة موجودة في قاعدة العنق وهي مسؤولة عن إطلاق ثلاث هرمونات ثلاثي يودوثيرونين (T3)، وهرمون الغدة الدرقية (T4)، والكالسيتونين، وT3 و T4 مسؤولان بشكل أساسي عن تنظيم درجة حرارة الجسم والتمثيل الغذائي كما أنها تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم التمثيل الغذائي للدهون والجلوكوز، وتناول الطعام، وأكسدة الدهون (عملية تكسير جزيئات الدهون).
وتؤدي الاختلالات في هرمونات الغدة الدرقية إلى حالة طبية تسمى قصور الغدة الدرقية (قصور نشاط الغدة الدرقية)، ويرتبط قصور الغدة الدرقية بـ انخفاض معدل الأيض ودرجة حرارة الجسم وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
ويمكن أن يؤدي ضعف الغدة الدرقية الخفيف إلى زيادة الوزن وهو عامل خطر محتمل للسمنة، ويؤدي قصور الغدة الدرقية إلى تراكم الماء، وليس الدهون مما يجعلك تبدو ممتلئ الجسم ويمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية الشديد إلى الوذمة (تراكم الماء في الوجه) ويمكنك زيادة 5-10 أرطال أو أكثر إذا كانت زيادة وزنك ناتجة فقط عن خلل في هرمون الغدة الدرقية، ويمكن أن يؤدي نمط الحياة الصحي إلى فقدان الوزن وتحسين تكوين الجسم ووظيفة الغدة الدرقية.
اللبتين:
يفرز اللبتين بشكل رئيسي بواسطة الخلايا الدهنية (الخلايا الشحمية) وينظم إنفاق الطاقة والشهية وتناول الطعام، ويلعب نمط حياتك ونظامك الغذائي دورًا رئيسيًا في تنظيم مستويات اللبتين ووزن جسمك، ووجدت دراسة أجريت على الفئران أن تناول الأطعمة المصنعة والسريعة والمشروبات المحلاة بالسكر والكثير من الفركتوز يمكن أن يؤدي إلى مقاومة اللبتين وبالتالي السمنة.
ومع استمرار تناول المزيد من الأطعمة المحتوية على الفركتوز، تتراكم المزيد من الدهون، ويتم إفراز المزيد من الليبتين، وهذا بدوره يقلل من حساسية جسمك للبتين ويتوقف دماغك عن تلقي الإشارة للتوقف عن الأكل وهذا، في النهاية، يؤدي إلى زيادة الوزن.
الأنسولين:
الأنسولين، هرمون الببتيد الذي تفرزه خلايا بيتا في البنكرياس، ينظم مستويات السكر في الدم ويمكن أن يؤدي عدم التوازن الغذائي، والخمول البدني، والاستهلاك المفرط للأطعمة المصنعة، والمشروبات المحلاة صناعياً، والوجبات الخفيفة على الأطعمة غير الصحية إلى السمنة ومقاومة الأنسولين.
وتزيد مقاومة الأنسولين من إفراز الأنسولين الداخلي (الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس)، مما يؤدي إلى زيادة الوزن عن طريق تغيير استقلاب الجلوكوز، وتعد إدارة نمط الحياة ومراقبة مستويات الهرمونات وممارسة الرياضة أمرًا ضروريًا للوقاية من السمنة المقاومة للأنسولين.
غريلين:
غريلين هو هرمون منشط للجوع (منشط لـ الجوع) يحفز شهيتك وتناول الطعام ويزيد من ترسب الدهون، وتفرز المعدة بشكل رئيسي استجابة لـ الطعام وتفرز معدتك هرمون غريلين عندما يكون فارغًا ويقل إنتاجه بعد تناول الوجبة بوقت قصير، وبعد تناول الوجبة، يكون معدل تثبيط هرمون غريلين أقل لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة مقارنة بالأفراد ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي وهذا يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
الاستروجين:
يمكن أن تؤدي كل من المستويات العالية والمنخفضة من الأستروجين إلى زيادة الوزن بين النساء، وتعمل المستويات العالية من هرمون الاستروجين على تعزيز ترسب الدهون، بينما تؤدي المستويات المنخفضة (خاصة أثناء انقطاع الطمث) إلى تراكم الدهون الحشوية خاصة في المنطقة السفلية، وأظهرت الدراسات أن زيادة إفراز الإستروجين واستراديول الحر ترتبط جميعها بزيادة مؤشر كتلة الجسم لدى النساء بعد سن اليأس، ويرتبط مستوى هرمون الاستروجين سلبًا بالنشاط البدني الكلي وكلما زادت نشاطك البدني أثناء انقطاع الطمث، يمكنك التحكم في زيادة وزنك.
الكورتيزول:
الكورتيزول هو هرمون ستيرويد تفرزه الغدد الكظرية ويتم إفرازه بشكل أساسي عندما تكون متوترًا أو مكتئبًا أو قلقًا أو عصبيًا أو غاضبًا أو مصابًا جسديًا، إلخ ويؤدي استهلاك الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع والإجهاد المزمن وقلة النوم إلى زيادة إنتاج الكورتيزول، ويؤدي ارتفاع مستوى الكورتيزول إلى تراكم الدهون في منطقة البطن وهذه الحلقة المفرغة هي أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن.
التستوستيرون:
هرمون التستوستيرون هو هرمون الذكورة، ولكن يتم إفرازه أيضًا إلى حدٍّ ضئيل بواسطة المبايض عند النساء، ويساعد التستوستيرون على حرق الدهون، ويقوي العظام والعضلات، ويحسن الرغبة الجنسية وتؤدي مقاومة الأنسولين بسبب زيادة الأنسجة الدهنية إلى انخفاض الدورة الدموية لـ الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية وهو بروتين يربط الهرمونات الجنسية، ويؤدي هذا إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون وزيادة تراكم الدهون، ويمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة وعلاج التستوستيرون والتمارين الرياضية المنتظمة في الحفاظ على هذا الهرمون وتؤدي إلى فقدان الوزن.
البروجسترون:
يساعد هذا الهرمون التناسلي الأنثوي في الحفاظ على وظائف الجسم وإدارة الصحة الإنجابية، وتنخفض مستويات هرمون البروجسترون أثناء انقطاع الطمث، والإجهاد الحاد، واستخدام حبوب منع الحمل، ووجدت دراسة أجريت على الهامستر أن مستوى البروجسترون الطبيعي يساعد على خفض كتلة الدهون، ولخصت دراسة أخرى أجريت على البشر إلى أن العلاج بالأستروجين والبروجسترون يساعد في تقليل تراكم الدهون في البطن، ويحسن حساسية الأنسولين، ويبطئ تقدم مرض السكري من النوع 2، ويمكن أن تساعد التمارين المنتظمة وإدارة الإجهاد ونمط الحياة الصحي في تنظيم مستويات هرمون البروجسترون وزيادة الوزن.
الميلاتونين:
الميلاتونين هو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية وينظم إيقاع الساعة البيولوجية، أي نمط النوم والارتفاع وتميل مستويات الميلاتونين في الجسم إلى الارتفاع من المساء حتى وقت متأخر من الليل وتنخفض في الصباح الباكر.
وجودة النوم السيئة تقلل من مستوى الميلاتونين، مما يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني، ويؤدي إلى الإجهاد، ويحفز إنتاج الكورتيزول (هرمون التوتر) وهذا يزيد من استقلاب الجلوكوز ويقلل من مستوى الأديبونكتين (هرمون بروتيني يعزز تكسير الدهون)، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، ويؤدي انخفاض مستويات الميلاتونين وضعف جودة النوم إلى زيادة تناول السعرات الحرارية في الليل، وهو ما يرتبط مرة أخرى بزيادة الوزن وزيادة مؤشر كتلة الجسم.
القشرانيات السكرية:
القشرانيات السكرية هي هرمونات الستيرويد تنظم حساسية الأنسولين وتخليق الأحماض الدهنية، ويؤدي عدم التوازن في مستويات الجلوكوكورتيكويد إلى زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين، ووجدت دراسة أجريت على الفئران أن الإدارة المركزية لـ القشرانيات السكرية تزيد من تناول الطعام وزيادة وزن الجسم.
أعراض زيادة الوزن الهرمونية
أكثر أعراض عدم التوازن الهرموني شيوعًا هو زيادة الوزن، مما قد يؤدي إلى:
* الخمول
* التعب
* صعوبة في النوم
* صداع الراس
* اكتئاب
* عسر الهضم
* تغير في الشهية
* جلد جاف
* وجه سمين
* قلق
* العجز الجنسي
لذلك، استشر الطبيب إذا واجهت أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه واذهب لإجراء فحص هرموني روتيني للإدارة السليمة.
هل العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) يسبب زيادة الوزن؟
لا تؤدي جميع العلاجات الهرمونية إلى زيادة الوزن وقد تتسبب الهرمونات الستيرويدية بطبيعتها في تراكم الدهون المركزية، لكن الأدلة التي تدعم ذلك متغيرة وليست قاطعة، لذا، استشر الطبيب إذا كنت تعاني من زيادة الوزن ويمكن أن يساعدك إجراء اختبار هرموني كامل بشكل دوري على التحكم في وزنك.
كيفية فقدان الوزن الهرموني:
أفضل طريقة للسيطرة على الخلل الهرموني لديك هي من خلال الفحوصات المنتظمة وإدارة نمط الحياة والأدوية. إليك ما يمكنك فعله للتحكم في وزنك في هذا الوقت:
- قم بإجراء فحوصات الدم إذا كنت تعاني من زيادة الوزن غير المرغوب فيها.
- تجنب تناول الأطعمة المصنعة، والكحول، والوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل، والمشروبات الغازية والمحلاة صناعياً، إلخ.
- النوم بشكل سليم وهادئ وأظهرت الدراسات أن قصر مدة النوم يزيد هرمون الجريلين ويقلل من هرمون الليبتين في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
- حافظ على رطوبتك للحفاظ على صحتك.
- املأ طبقك بالكثير من الخضار الطازجة والحبوب الكاملة والفواكه.
- ممارسة الرياضة بانتظام وحرق المزيد من السعرات الحرارية.
- خصص ساعة كل يوم لممارسة التنفس العميق واليوجا والتأمل لتقليل التوتر.
وفي النهاية، يمكن أن يؤدي عدم التوازن الهرموني إلى صعوبة فقدان الوزن واستشر طبيبًا إذا كنت تجد صعوبة في إنقاص الوزن حتى بعد اتباع نمط حياة ونظام غذائي صحي، ولعلاج عدم التوازن الهرموني، يُنصح بفحص ملفك الهرموني كل ثلاثة أشهر، واتباع أسلوب حياة صحي، وممارسة الرياضة لحرق المزيد من السعرات الحرارية.